واجهت أسعار النفط الخام ضغوطاً هبوطية متواصلة في منتصف عام 2025، حيث بلغ سعر خام برنت نحو 66 دولاراً للبرميل، بينما استقر خام غرب تكساس الوسيط عند قرابة 63 دولاراً للبرميل في أغسطس 2025. ويعكس ذلك ردود فعل السوق تجاه تحرك أوبك+ لتسريع وتيرة تخفيف تخفيضات الإنتاج بحلول سبتمبر 2025، وهو جدول زمني أسرع مما كان متوقعاً سابقاً. ويأتي هذا التحول الاستراتيجي على الرغم من التزام أعضاء التحالف بخططهم، مما أثار مخاوف من تراكم محتمل في المخزونات مع استمرار تجاوز المعروض العالمي لتوقعات نمو الطلب.
تشير أحدث توقعات أسعار النفط 2025 إلى استمرار حالة التقلب، حيث يُرجّح أن يبلغ متوسط سعر خام برنت أقل من 60 دولاراً للبرميل خلال الربع الرابع من عام 2025، على أن يقترب من 50 دولاراً في عام 2026، وفقاً لتقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتستند هذه التوقعات إلى ثلاثة عوامل رئيسية تؤثر في تحليل النفط و مستقبل أسعار النفط:
- سياسة إنتاج أوبك+ ووتيرة تخفيف التخفيضات.
- توازن العرض والطلب العالمي وما يترتب عليه من تراكم للمخزونات.
- المخاطر الجيوسياسية والعقوبات التي قد تُقيد التدفقات.
استعادة إمدادات أوبك+: زيادة تدريجية في الإنتاج حتى عام 2026.
إنتاج النفط الأمريكي: من المتوقع أن يسجل مستوى قياسياً في عام 2025 دون 13.59 مليون برميل يومياً.
الطلب العالمي: محدود النمو عند 1.4 مليون برميل يومياً فقط.
ورغم أن المخاطر الجيوسياسية الناتجة عن العقوبات الأمريكية والتوترات في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى ارتفاعات مؤقتة في الأسعار، إلا أن معظم المحللين يرون أن الاتجاه الهبوطي سيظل الغالب على توقعات أسعار النفط الخام حتى عام 2026. ففي مارس 2025 واجهت الأسعار مقاومة عند مستويات 70 دولاراً للبرميل، قبل أن تتراجع تدريجياً باتجاه 58 دولاراً بحلول نهاية 2025، ثم نحو 49-50 دولاراً مطلع 2026، نتيجة تباطؤ الطلب، وتماسك الإنتاج الأمريكي، واستمرار تراكم المخزونات، إضافة إلى تفكك تدريجي لتحالف أوبك+.
أما بالنسبة لمن يتساءلون عن توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً وما إذا كانت الأسعار سترتفع، فإن المؤشرات الحالية تُظهر إمكانات محدودة للصعود تتجاوز فقط بعض الفترات القصيرة من تراجع المخزونات. وتشير البيانات إلى تراكمات تتراوح بين 1.4 و2.0 مليون برميل يومياً خلال 2025-2026. وبالنسبة إلى توقعات أسعار النفط الآن وحتى عام 2030، فإن المشهد لا يزال غامضاً بفعل ضغوط التحول في قطاع الطاقة، رغم أن الطلب في الأسواق الناشئة قد يقدم بعض الدعم مع تباطؤ النمو العالمي إلى 680 ألف برميل يومياً في عام 2025، و700 ألف برميل يومياً في 2026. لذلك، يبقى على المستثمرين مراقبة التزام أوبك+، وتطورات الإنتاج الأمريكي، وبيانات المخزون بدقة لاستشراف أي إشارات محتملة على عودة التوازن في بيئة أسعار النفط المعقدة هذه.
تابع القراءة للحصول على تحليل اسعار النفط بشكل مفصل، بما في ذلك جميع العوامل التي تؤثر على حركة أسعار النفط وآخر توقعات أسعار النفط من قبل الوكالات والبنوك الكبرى.
توقعات النفط 2025 - دليل سريــع
- توقعات أسعار النفط للربع الثالث من عام 2025: بدأت دول أوبك+ في الإلغاء التدريجي لتخفيضات الإنتاج الطوعية البالغة 2.2 مليون برميل يومياً في أبريل 2025، وصولاً إلى الإلغاء الكامل لمعظمها بحلول سبتمبر 2025، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مخزونات النفط العالمية. وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يبلغ متوسط أسعار خام برنت نحو 67 دولاراً للبرميل في عام 2025، مع تسارع الضغوط الهبوطية في النصف الثاني.
- توقعات أسعار النفط لعام 2025: خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لمتوسط سعر خام برنت إلى ما يقارب 67 دولاراً للبرميل في عام 2025، حيث يعوّض النمو القوي في إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ مثل الولايات المتحدة وكندا والبرازيل الزيادات المحدودة في الطلب. ويأتي هذا بعد قرار أوبك+ المُعجّل برفع قيود الإنتاج وسط ارتفاع المخزونات العالمية، حيث يُتوقع انتهاء معظم التخفيضات الطوعية بحلول سبتمبر 2025.
- توقعات أسعار النفط للسنوات الخمس المقبلة وما بعدها: تشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن الطلب العالمي على الوقود الأحفوري سيبلغ ذروته بحلول عام 2030، مع انخفاض متوقع لأسعار خام برنت إلى نحو 51 دولاراً للبرميل بحلول عام 2026 في ظل السياسات الحالية. ولا تزال التوقعات طويلة الأجل متباينة، غير أن تسارع تحوّلات الطاقة وزيادة الاعتماد على المركبات الكهربائية يشكّلان عامل ضغط هبوطي مستمر بعد عام 2030.
مع NAGA.com، يمكنك تداول عقود النفط الأمريكية الفورية و عقود النفط البريطانية الفورية من خلال عقود الفروقات، إذا كنت ترغب في المضاربة على تحركات الأسعار أو الاستثمار في أسهم النفط و صناديق النفط.
توقعات أسعار النفط الخام للربع الثالث لعام 2025
حول توقعات أسعار النفط لمنتصف عام 2025، تواجه أسواق النفط الخام ضغوطاً معقدة، حيث بلغ سعر خام برنت نحو 66 دولاراً للبرميل، بينما اقترب سعر خام غرب تكساس الوسيط من 63 دولاراً للبرميل بتاريخ 19 أغسطس. ويعكس ذلك إشارات أوبك+ إلى تخفيف تخفيضات الإنتاج التي تقرر البدء بها في أبريل، رغم أن وتيرة هذه التخفيضات لا تزال غير مؤكدة. تتزامن هذه التطورات مع مرونة الإمدادات الأمريكية التي اقتربت من مستويات قياسية، مما يعزز توقعات أسعار النفط في نطاق منتصف الستينيات دولاراً مع نهاية 2025، على أن تنخفض إلى متوسط أقل من 50 دولاراً في عام 2026، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
ثلاثة عوامل رئيسية تشكّل توقعات أسعار النفط 2025:
- توسع العرض: يشهد نمو إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ تزامناً مع تجاوز التزام أوبك+ للمستويات المستهدفة (حوالي 105% اعتباراً من يوليو)، إضافةً إلى استعادة تدريجية للإنتاج بلغت +1.918 مليون برميل يومياً منذ أبريل، و+548 ألف برميل يومياً في أغسطس، بما في ذلك +300 ألف برميل يومياً من الإمارات.
- قيود الطلب: من المتوقع أن ينمو الاستهلاك العالمي بمعدل 1.3 مليون برميل يومياً في عام 2025 (مقابل 1.28 مليون برميل يومياً في 2026)، وهو أقل من متوسطات ما قبل الجائحة.
- السياسة النقدية: أدت ضغوط التضخم المستمرة، رغم تراجعها التدريجي، إلى بقاء الفيدرالي الأمريكي متشدداً، مع احتمالية أولى لتخفيض الفائدة في الربع الرابع من عام 2025، مما يُبقي الأوضاع المالية مقيدة.
يشير تحليل النفط الفني وتوقعات أسعار النفط في أن المقاومة الفنية قرب 74.50 دولاراً للبرميل ضمن نطاق 72-76 دولاراً تعكس إمكانية تسجيل ارتفاعات قصيرة الأجل لخام برنت. لكن فائض المعروض من المنتجين الأمريكيين وتواصل عودة أوبك+ لسياسات رفع الإنتاج يحدّان من استدامة النمو السعري. وتشير تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن متوسط سعر برنت سيبلغ 74 دولاراً للبرميل في 2025 قبل أن يتراجع إلى 66 دولاراً في 2026، مع زيادة في المخزونات تصل إلى نحو 100,000 برميل يومياً. وتبقى السوق مرهونة بقدرتها على امتصاص فائض الإنتاج خلال ذروة الطلب الصيفي، في ظل أربعة ضغوط هبوطية أساسية: تسارع زيادات إنتاج أوبك+ (خاصة الإمارات)، مرونة إنتاج النفط الصخري الأمريكي، تباطؤ نمو الطلب العالمي ولا سيما من الصين وأوروبا، إضافةً إلى ارتفاع المخزونات وقوة الدولار تحت تأثير أسعار الفائدة الحقيقية.
الطاقة الاحتياطية لأوبك+ تتجاوز 5.9 مليون برميل يومياً
لا يزال مستقبل أسعار النفط لعام 2030 متباينة، إذ تراوح بين 66 دولاراً للبرميل (في حالة تسارع التحول الطاقي) و73 دولاراً للبرميل (مع استمرار نمو الطلب في الأسواق الناشئة). وتشير التطورات الحالية إلى ارتفاعات محدودة تفوق الحركات الفنية المؤقتة، بينما يتأثر السوق بتراجع الالتزام بخفض الإنتاج، وعودة فك القيود منذ 3 أغسطس، مع بقاء خام غرب تكساس الوسيط أدنى 70 دولاراً، إلى جانب نحو 5.7 مليون برميل يومياً من الطاقة الاحتياطية، وانخفاض خام برنت إلى أقل من 60 دولاراً في الربع الرابع.
أوبك وتأثيرها على أسعار النفط
أوبك منظمة تضم 12 دولة رئيسية منتجة للنفط، وتنسّق جهودها لإدارة العرض والتأثير في الأسعار العالمية. وبالتحالف مع أوبك+، المكوّن من 22 دولة (انضمت إليها البرازيل عام 2025)، تسعى المنظمة إلى استقرار السوق. إلا أن قراراتها قد تقود أيضاً إلى تقلبات في الأسعار.
على المدى القصير (2025)
- تخفيضات الإنتاج: في عام 2025، خففت أوبك+ جزءاً كبيراً من تخفيضاتها الطوعية للفترة 2023-2024، ورفعت الإنتاج، مما أدى إلى تخفيف ضغوط العرض ودفع الأسعار إلى الانخفاض. ويعتمد هذا على وتيرة تخفيف التخفيضات ومدى التزام الدول الأعضاء بالحصص المُحدّثة.
- الطلب العالمي: أدى التباطؤ الاقتصادي في عام 2025 إلى تقليص كمية النفط التي يحتاجها العالم. ومع تجاوز العرض للطلب، تراكمت المخزونات، وانخفضت الأسعار.
- الطاقة البديلة: استمر الاعتماد المتزايد على الطاقة الشمسية/طاقة الرياح والسيارات الكهربائية في عام 2025، ولكنه لم يُخفّض الطلب على النفط إلا بشكل طفيف، حيث لعبت العوامل الاقتصادية والتجارية الدور الأكبر في الحد من قوة تسعير أوبك.
على المدى الطويل (2026-2030)
- التحول في مجال الطاقة: بحلول عام 2030، قد تؤثر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية على الطلب على النفط، لكن أوبك تتوقع الآن نمواً حتى عام 2030، بينما تتوقع وكالة الطاقة الدولية بلوغ ذروة الطلب في عام 2029 وانخفاضاً طفيفاً في عام 2030. قد تفقد أوبك نفوذها إذا لم تتكيف (مثل الاستثمار في الطاقة الشمسية/الهيدروجين).
- الجيوسياسية: يمكن للصراعات أو العقوبات أو تحولات سياسات أوبك+ أن تُعطل سلاسل التوريد وتُسبب ارتفاعاً حاداً في الأسعار؛ فقد تم تعديل الحصص ورفع الإنتاج في منتصف عام 2025، دون انضمام أعضاء رئيسيين جدد.
- بقاء أوبك: إذا انخفض الطلب على النفط بشكل حاد، فقد يتنافس أعضاء أوبك بشراسة على حصة السوق، مما يؤدي إلى حروب أسعار وانخفاض أسعار النفط، لكن معظم التوقعات الأساسية لعام 2025 لا تتوقع مثل هذا الانخفاض بحلول عام 2030.
باختصار، تعتمد توقعات أسعار النفط على المدى القريب (2025) على قدرة أوبك+ في موازنة العرض والطلب، بينما قد تضعف الاتجاهات طويلة الأجل مثل التحول نحو الطاقة النظيفة دور المنظمة تدريجياً مع اقتراب عام 2030. وستظل أسعار النفط متقلبة في 2025، فيما لا يُتوقع هبوط واضح بعد 2026 إلا إذا تجاوز نمو الطاقة المتجددة التقديرات الحالية.
كيف تتداول في اجتماع أوبك القادم
كيف يؤثر النفط الصخري الأميركي والنمو من خارج أوبك على سوق النفط
بلغ إنتاج النفط الصخري الأمريكي (المُستخرج بتقنية التكسير الهيدروليكي) مستويات قياسية، فيما أن تزايد إمدادات النفط من خارج أوبك، وخاصة من الولايات المتحدة والبرازيل وكندا، يُعيد تشكيل أسعار النفط العالمية ويُقيّد نفوذ المنظمة. ومع أن النمو الأمريكي تباطأ مقارنة بالسنوات السابقة، إلا أن تأثيره ما زال ملحوظاً على تحليل النفط وتوقعات أسعار النفط.
سرعة ومرونة النفط الصخري
- استجابة سريعة للأسعار: رغم أن النفط الصخري لا يزال قادراً على الاستجابة بشكل أسرع من أوبك، إلا أن نضج مساحات الآبار وضعف إنتاجيتها أبطأ من وتيرة الاستجابة منذ ذروتها في الربع الثاني من عام 2025. هذا يقلل فقط بشكل جزئي من نفوذ أوبك في التسعير، لكنه يظل عنصراً مهماً في توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
- كفاءة التكلفة: أدت تحسينات عمليات الحفر إلى خفض تكاليف الإنتاج، مما جعل الآبار الجديدة مربحة عند مستوى يقارب 65 دولاراً للبرميل. يدعم ذلك استمرار النشاط، لكن ارتفاع نقاط التعادل في المساحات الأقل إنتاجية يبطئ النمو. هذه المعادلة تُلقي بظلالها على توقعات أسعار النفط 2025.
- استقرار السوق: كان النفط الصخري في السابق يُمثل "ممتصاً للصدمات"، لكن هذا الدور تراجع مع استنزاف المساحات المجدية. فإذا خفّضت أوبك الإنتاج، يمكن للنفط الصخري تعويض النقص، لكن قدرته على كبح ارتفاع الأسعار باتت محدودة، وهو ما يضعف آفاق مستقبل أسعار النفط.
فيضان المعروض من الدول غير الأعضاء في أوبك+
- هيمنة متنامية: تُنتج الدول غير الأعضاء في أوبك+ الآن ما يزيد قليلاً عن نصف النفط العالمي (حوالي 52%). ومن المتوقع أن يرتفع إنتاجها بنحو مليون برميل يومياً في عام 2025، وهو ما يتماشى مع نمو الطلب بدلاً من تجاوزه، مما يضغط على توقعات أسعار النفط الآن.
- ضغط الأسعار: العرض الإضافي من هذه الدول مرجح أن يقود إلى فائض في المخزونات العالمية خلال أواخر 2025 وأوائل 2026، وهو ما يدفع الأسعار إلى التراجع ما لم تُجري أوبك+ تخفيضات أوسع في الإنتاج، الأمر الذي يؤثر على توقعات أسعار البترول خلال الفترة المقبلة.
- التحولات الجيوسياسية: ارتفاع إنتاج الولايات المتحدة والبرازيل وغيانا إلى مستويات قياسية في 2025 يقلل اعتمادها على نفط أوبك، ويضعف من قوة المنظمة في التسعير، ويؤثر مباشرة على تحليل النفط.
التأثير المُجمّع على الأسعار
- على المدى القصير (2025): أدى ارتفاع إمدادات النفط الصخري والدول غير الأعضاء في أوبك+، بقيادة الولايات المتحدة والبرازيل وكندا والنرويج وغيانا، إلى تراجع أوبك+ عن تمديد تخفيضاتها الطوعية، بل وتسريع وتيرة رفع الإنتاج لتكتمل بحلول سبتمبر 2025. استقر خام برنت حول 70 دولاراً للبرميل في منتصف 2025، مع توقع هبوطه إلى 58 دولاراً في الربع الرابع، وربما إلى حدود 49 دولاراً مطلع 2026. هذا السيناريو يُشكل أساساً رئيسياً في توقعات أسعار النفط الخام.
- على المدى الطويل (2026-2030): استمرار توسع النفط الصخري وإنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ قد يدفع المنظمة لفقدان السيطرة على الأسعار. وقد يقود ذلك إلى حروب أسعار مثل عام 2020، أو يجبر أوبك على قبول حصة سوقية أقل. وحتى 2026، يبقى المشهد هو فائض العرض وتراجع الأسعار، ما يُؤثر على مستقبل أسعار النفط.
- معضلة أوبك: خفض الإنتاج يرفع الأسعار لكنه يُضعف الإيرادات والحصة السوقية. أما السماح بانخفاض الأسعار فيضغط على الميزانيات ويختبر صمود المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة. ومع ذلك، أعطت المجموعة في 2025 الأولوية للحصة السوقية عبر زيادة الإنتاج، مما جعل توقعات سعر النفط أكثر تقلباً.
باختصار، يساهم نمو النفط الصخري وتوسع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ في زيادة تنافسية السوق وتقليل القدرة على التنبؤ به. وبينما تبقى أوبك+ لاعباً مهماً، إلا أن قدرتها على التحكم في الأسعار تتراجع تدريجياً، مما يعكس بوضوح التحديات التي تواجه توقعات أسعار النفط عالمياً.
كيف يمكن أن يؤثر تباطؤ الطلب والطاقة الخضراء على أسعار النفط
هناك عدة عوامل تؤثر على تحليل أسعار النفط في 2025 وما بعده، من بينها تباطؤ النمو الاقتصادي، وتأخر خفض أسعار الفائدة، والتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
الأجل القصير (2025)
- التباطؤ الاقتصادي: مع نمو الطلب العالمي على النفط بمقدار 1.4 مليون برميل يومياً فقط—وهو أقل من مستويات ما قبل الجائحة—إلى جانب ضعف الطلب من الصين، قد تظل الأسعار منخفضة ما لم تقم أوبك+ بخفض كبير في الإنتاج.
- أسعار الفائدة المرتفعة: استمرار سياسات التشديد النقدي من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي حتى أواخر 2025 قد يضعف النشاط الصناعي والنقل، مما يقلل استهلاك الوقود ويضغط على الأسعار.
- التحول في مجال الطاقة: على الرغم من أن تزايد اعتماد السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة لن يؤدي إلى انهيار الأسعار فوراً، إلا أنه قد يؤثر على توقعات النفط عبر تراجع الاستثمارات في العقود الآجلة، مما يخلق ضغوطاً هبوطية.
الأجل الطويل (2026-2030)
- ثبات الطلب: قد يؤدي انتشار السيارات الكهربائية في أوروبا والصين، إلى جانب مشاريع الطاقة المتجددة، إلى تباطؤ نمو الطلب السنوي على النفط إلى 0.5-1 مليون برميل يومياً، مقارنةً بـ1-2 مليون برميل قبل 2020.
- الأسواق الناشئة: لا تزال بعض الدول، مثل الهند ودول جنوب شرق آسيا، بحاجة إلى النفط لدعم نموها الاقتصادي، مما قد يمنع تراجعاً حاداً في الطلب.
- أسعار راكدة: إذا استمر الطلب العالمي في الضعف، فقد تتراوح الأسعار بين 60 و80 دولار للبرميل، بدلاً من تجاوز حاجز 100 دولار كما في السابق.
باختصار، من المحتمل أن يؤدي تباطؤ النمو في استهلاك النفط والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة إلى إبقاء الأسعار تحت الضغط، مما يقلل من احتمالية حدوث ارتفاعات كبيرة كما شهدتها الأسواق في الماضي.
كيف تؤثر المخاطر الجيوسياسية وقرارات أوبك على أسعار النفط
المدى القصير (2025)
لا تزال التوترات الجيوسياسية، مثل توسيع العقوبات الأمريكية على النفط الروسي وتجدد سياسة "الضغط الأقصى" تجاه إيران، تُشكل مخاطر ثانوية، لكنها لم تؤدِ إلى تراجع مستمر في المعروض بمقدار مليون برميل يومياً في عام 2025. فبدلاً من الارتفاعات المفاجئة التي كانت تدفع الأسعار إلى 85–90 دولاراً للبرميل، تشير توقعات أسعار النفط 2025 إلى أن نمو المعروض سيتجاوز الطلب، مع بلوغ متوسط سعر خام برنت منتصف الستينيات للبرميل خلال العام، ثم تراجعه إلى أوائل الخمسينيات بحلول نهايته. ومع ذلك، فقد تم الحد من أي ارتفاعات مؤقتة نتيجة لزيادة إنتاج الدول من خارج أوبك إلى جانب خطة أوبك+ المقررة لتحقيق استقرار السوق.
لا تزال قرارات أوبك+ بشأن موازنة الأسعار وحصتها السوقية تُثير حالة من عدم اليقين. فلو ظلت المجموعة متماسكة وأبقت على تخفيضات كبيرة في الإنتاج، لربما استقرت الأسعار قرب 75–80 دولاراً للبرميل؛ لكن منذ منتصف 2025 بدأت المنظمة في تخفيف القيود قبل الموعد المقرر، مما يشير إلى زيادة الإمدادات. وبينما تراجع خطر خروج أعضاء مثل روسيا والعراق عن الصف، فإن عودة الإمدادات بوتيرة أسرع من المتوقع قد تدفع الأسعار إلى هبوط حاد، وفق أحدث تحليل النفط.
لم تعد مخزونات النفط تعاني من شح، بل أخذت في الارتفاع، ومن المرجح أن تواصل نموها حتى أواخر 2025 وأوائل 2026 مع تجاوز العرض للطلب. ومع هذا التوسع، تُظهر توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً أن متوسط سعر خام برنت قد يبلغ نحو 50 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من 2025، مع اتجاهه للبقاء قرب 50 دولاراً مطلع 2026، وهو ما يعكس استمرار فائض المعروض.
المدى الطويل (2026–2030)
رغم أن العقوبات والنزاعات المسلحة تسببت في ارتفاعات متكررة للأسعار، إلا أن تأثيرها غالباً ما تلاشى مع تكيف الدول. فقد تمكنت روسيا وإيران مثلاً من إيجاد مشترين جدد أو طرق بديلة لتصريف النفط، مما قلل من خسائر الإمدادات على المدى الطويل.
تُظلّل الطاقة الإنتاجية الفائضة لأوبك+، والتي تتراوح بين 5.8 و6.8 مليون برميل يومياً، الأسواق العالمية. فإذا قررت المجموعة استغلال هذه القدرة لإغراق السوق، فقد تهبط الأسعار إلى أقل من 60 دولاراً للبرميل، وهو سيناريو وارد في بعض توقعات أسعار النفط الآن خلال الفترة 2025–2026. أما إذا أبقت أوبك+ هذه الطاقة الإنتاجية مجمدة لدعم الأسعار، فإنها تخاطر بخسارة المزيد من حصتها لصالح النفط الصخري الأمريكي والإمدادات السريعة من خارج أوبك، إلى جانب التوسع في الطاقة المتجددة، مما ينعكس مباشرة على مستقبل أسعار النفط.
ومع مرور الوقت ستقل أهمية تقلبات المخزونات. فإذا استمر نمو الطاقة المتجددة، فقد يتباطأ نمو الطلب على النفط بدلاً من أن يتوقف كلياً، مما يعزز تراكم المخزونات ويُبقي الأسعار ضمن نطاق يتراوح بين 50 و70 دولاراً للبرميل، وفق أغلب توقعات اسعار البترول.
باختصار، تظل المخاطر الجيوسياسية وقرارات أوبك+ سبباً رئيسياً في تقلبات الأسعار خلال عام 2025، لكن الاتجاهات طويلة الأجل مثل التحول إلى الطاقة المتجددة وفائض المعروض تبدو مرشحة للإبقاء على الأسعار ضمن مستويات أدنى اعتباراً من 2026، وهو ما يؤكد أهمية متابعة توقعات النفط باستمرار.
كيفية التداول والاستثمار في النفط
تحليل النفط الخام للربع الثالث لعام 2025
يُظهر زوج UKOUSD (سعر النفط الفوري في المملكة المتحدة) على الإطار الزمني الأسبوعي اتجاهاً هبوطياً ممتداً منذ بلوغه ذروته فوق 130 في عام 2022. ومنذ ذلك الحين، ظل السعر تحت ضغط مستمر، متداولاً دون المتوسطات المتحركة الرئيسية، وهو ما يعكس زخماً هبوطياً طويل الأجل. وقد فشلت محاولات التعافي المتكررة بالقرب من منطقة المقاومة 82.00–92.00، مما عزز التوجه السلبي وأكد ضغوط البيع.

لأغراض التوضيح فقط. الأداء السابق لا يُشير إلى النتائج المستقبلية
يُظهر الرسم البياني للأسابيع الأخيرة، اختبر السعر مستوى 72.00 لكنه عجز عن التماسك أعلاه، ليتراجع مجدداً أسفل المتوسطات المتحركة لـ 20 و50 أسبوعاً. وأظهرت أحدث الشموع إغلاقات هبوطية مصحوبة بفتائل علوية طويلة، وهو ما يعكس قوة الضغوط البيعية عند المستويات الأعلى. يتداول السعر حالياً قرب 71.00، ومع استمرار هذا الضعف قد يتحول التركيز نحو منطقة 67.00–65.00، وفقاً لأبرز توقعات أسعار النفط الآن.
تؤكد مؤشرات الزخم الاتجاه الهبوطي. فقد استقر مؤشر القوة النسبية (RSI) حول 44 أسفل مستوى الحياد 50، بما يعكس ضعف الزخم الصعودي. كما تراجع مؤشر ستوكاستيك من مناطق التشبع الشرائي، مما يشير إلى استمرار مخاطر الهبوط. أما مؤشر المدى المتوسط (ATR) فظل ضعيفاً، مما يدل على انضغاط في التقلبات، لكن نطاق الحركة لا يزال يسمح بمزيد من التراجع. وتشكل مستويات 72.00 و82.00 مقاومات رئيسية، بينما تتركز مناطق الدعم عند 67.00 ثم 60.00.
يشير السيناريو الأساسي إلى استمرار التراجع التدريجي نحو مستوى الدعم 67.00. وإذا نجح السعر في كسر هذا المستوى بإغلاق واضح، فقد يتجه مباشرة نحو المستوى النفسي 60.00، الذي يُعد منطقة دعم قوية تاريخياً. وتشير أحدث تحليلات النفط إلى أن السيطرة ستبقى للمضاربين على الهبوط طالما بقي التداول دون نطاق المقاومة 72.00–74.00.
في المقابل، قد يشهد السيناريو البديل ارتداداً من المستويات الحالية أعلى 72.00، وهو ما قد يدفع إلى تغطية بعض مراكز البيع القصيرة باتجاه المتوسطين المتحركين لـ 50 و200 أسبوع بالقرب من 76.00–78.00. أما تأكيد انعكاس الاتجاه الصاعد فلن يتحقق إلا عبر اختراق مستدام فوق 82.00، وهو احتمال يبقى ضعيفاً حالياً بحسب توقعات أسعار النفط 2025 وقراءة اتجاهات السوق.
الوضع الحالي للسوق
في الوقت الحالي، يتداول خام برنت دون مستوى الدعم الرئيسي عند 70.00، ويقترب من 66.00، وهي منطقة لطالما حفزت انعكاسات في السابق. ومع ذلك، ورغم أهميته التاريخية، يبدو أن الكسر الحاسم و حركة السعر اللاحقة ما زالا ضعيفين، مما يعكس استمرار سيطرة البائعين. وتظهر أحدث الشموع غياباً واضحاً للزخم الصعودي القوي، وهو ما يثير المخاوف بشأن قدرة أي إعادة اختبار لمستوى الدعم المكسور على الصمود في ظل أوضاع السوق الحالية، بحسب أبرز تحليلات النفط وتوقعات أسعار النفط الآن.
تؤكد المؤشرات الفنية هشاشة الوضع الراهن. فقد استقر مؤشر ستوكاستيك في منطقة ذروة البيع، وهو ما قد يشير غالباً إلى احتمالية حدوث ارتداد قصير الأجل. وبالمثل، انزلق مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى مستويات متدنية للغاية تعكس حالة تشبع بيعي واضحة. ورغم أن هذه الإشارات توحي بفرصة لانتعاش مؤقت، فإنها لا تضمن بالضرورة انعكاساً كاملاً للاتجاه، بل قد تدل على أن السعر بات ممتداً وقد يقترب من نقطة انعطاف حرجة.
يبقى القلق الأكبر لدى المتفائلين هو فشل محاولات الارتداد السابقة في استعادة مستويات عليا. فقد توقفت الارتفاعات الأخيرة عند 75.00–76.34، حيث تلاقت المتوسطات المتحركة، مما عزز هذه المنطقة كمستوى مقاومة قوي. كما تحول مستوى 70.00 إلى مقاومة على المدى القريب. وطالما ظل السعر دون هذه المتوسطات، فمن المرجح أن تواجه أي محاولات للتعافي ضغوط بيع إضافية. وبحسب أحدث توقعات أسعار النفط 2025، فإن الاتجاه الهبوطي الأوسع لا يزال قائماً، خاصة مع التوقعات بأن تبدأ أوبك+ في تخفيف تخفيضات الإنتاج بحلول سبتمبر، إلى جانب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تشير إلى أن متوسط سعر خام برنت قد يقل عن 60.00 في الربع الرابع من عام 2025، بينما يستقر أعلى قليلاً من 50.00 في عام 2026. هذه التطورات تضع المزيد من الضغوط على مستقبل اسعار النفط في الأسواق العالمية.
السيناريوهات المستقبلية والنتائج المحتملة
السيناريو الأول: ارتداد تصحيحي صعودي من 65.00 إلى 66.00 (ارتداد نحو 68.00 إلى 70.00)
إذا صمد مستوى الدعم 65.00-66.00، فقد يشهد خام برنت ارتداداً آخر، على غرار ردود فعل الأسعار السابقة عند المستويات الرئيسية. ونظراً لأن السوق يمر حالياً بحالة ذروة بيع، وقد سجّل مؤخراً انعكاساً هارامي بالقرب من النطاق السفلي لمؤشر بولينجر، فإن الارتفاع قصير الأجل نحو منطقة 68.00 إلى 70.00 يُعد سيناريو محتملاً. تُعد هذه المنطقة مهمة لأنها تتماشى مع الجانب السفلي من مستوى 70.00 المكسور والمتوسطات المتحركة الهابطة (50 يوماً، 100 يوم، و200 يوم)، والتي رفضت السعر عندها عدة مرات.
إذا كان الزخم الصعودي قوياً بما يكفي لدفع السعر إلى ما بعد هذه المنطقة، فقد يكون هناك تحرك إضافي نحو نطاق 72.00-75.00، على الرغم من أن نطاق 75.00-76.00 لا يزال يمثل سقفاً أثقل ضمن اتجاه هبوطي أوسع، وتماشياً مع توقعات أسعار النفط 2025 لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) التي تتوقع متوسط سعر خام برنت قريباً من منتصف الستينيات.
لكي يتحقق هذا السيناريو، يجب ظهور إشارات تأكيد. سيوفر نموذج شموع صعودي، مثل شمعة "هارامي" أو شمعة ابتلاع بالقرب من منطقة الدعم 65.00-66.00، مؤشرات مبكرة على انعكاس الاتجاه. بالإضافة إلى ذلك، فإن تقاطع مؤشر ستوكاستيك وارتداد مؤشر القوة النسبية سيدعمان احتمال حدوث ارتداد تصحيحي. ويعد الاختراق فوق مستوى 70.00 تأكيداً قوياً على سيطرة المشترين على المدى القصير، مما يفتح المجال لتحرك نحو مستويات مقاومة أعلى.
السيناريو الثاني: الاختراق دون مستوى 70.00 (استمرار هبوطي إلى نطاق 68.00-65.00 وما دونه)
بعد فشل مستوى 70.00 في الصمود، أدى الانهيار الحاسم إلى تسريع ضغط البيع، مما دفع السعر أولاً نحو مستوى الدعم الرئيسي التالي عند 68.00 ثم هبوطاً نحو 65.00، الذي يتم اختباره الآن مع تداول خام برنت بالقرب من منتصف هذا النطاق. يمثل هذا المستوى منطقة دعم نفسي ثانوية، ولكن إذا استمر ضغط البيع، فقد يمتد السعر هبوطاً نحو 62.00 ثم 58.00، بما يتماشى مع توقعات سعر النفط الخام اليوم وغدا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية التي تشير إلى انخفاض دون 60.00 في الربع الرابع من عام 2025 وحوالي 50.00 في عام 2026.
إشارة التأكيد الرئيسية لهذا السيناريو الهبوطي هي إغلاق شمعة يومية ثابتة دون 70.00، مصحوبة بزيادة في حجم التداول. وإذا ظل مؤشر القوة النسبية أقل من 30 ولم يتعافَ، فهذا يشير إلى استمرار ضغط البيع. ويجب مراقبة فشل مؤشر ستوكاستيك في التحول إلى الأعلى، مما يدل على ضعف الإقبال على الشراء عند أدنى الأسعار الحالية. إغلاق يومي دون 65.00 مع ارتفاع حجم التداول سيؤكد زخم الهبوط، مع التركيز على مستويات الدعم الأدنى، بما يتوافق مع توقعات أسعار النفط الآن على المدى المتوسط.
الخلاصة
تتداول العقود الآجلة لخام برنت حالياً عند مستوى أقل بقليل من 66.00، حيث يُمثل مستوى 65.00 نقطة انعطاف حرجة. لا يزال الاتجاه العام هبوطياً، ويكافح السعر لاستعادة المتوسطات المتحركة الرئيسية. تشير المؤشرات الفنية إلى حالة ذروة بيع، مما يُنبئ بارتداد محتمل على المدى القصير، ولكن دون تأكيد واضح. ومع توقع تراكم المخزونات وتحرك أوبك+ لإلغاء تخفيضات الإنتاج بحلول سبتمبر، تظل مخاطر الهبوط كبيرة.
تعتمد الخطوة التالية على ما إذا كان مستوى 65.00 سيصمد أم سينكسر. في السيناريو الصعودي، قد يشهد السعر ارتداداً نحو 68.00-70.00، مع إمكانية الامتداد إلى 72.00 إذا كان الزخم قوياً. أما إذا تمكن البائعون من دفع السعر دون 65.00، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاضات إضافية نحو 63.00 و60.00، بما يتماشى مع توقعات اسعار البترول ومستقبل اسعار النفط في الأسواق العالمية.
في الوقت الحالي، ينبغي على المتداولين مراقبة حركة السعر عن كثب حول 65.00، وترقب أنماط الانعكاس الصعودية المحتملة أو الانهيار الحاسم، واستخدام الإشارات الفنية لتأكيد التحرك التالي. وفي ظل الظروف الحالية وتوقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية بأن متوسط سعر خام برنت قد يبلغ حوالي 58.00 في الربع الرابع من عام 2025، فإن الحفاظ على نهج مرن والاستعداد لكلا السيناريوهين أمر ضروري للتعامل مع تقلبات السوق.
لمعرفة المزيد حول مؤشرات التداول الفنية و أدوات التحليل الفني ومعرفة كيفية استخدامها عند إجراء تحليلات النفط والتنبؤ بتوقعات أسعار النفط، قم بزيارة أكاديمية التداول NAGA.
تصنيفات النفط
عند الحديث عن سلعة النفط المتداولة في الأسواق المالية، يمكن التمييز بين نوعين رئيسيين. الأكثر شيوعاً والأكثر تداولاً هو النفط الأمريكي، المعروف أيضاً باسم خام غرب تكساس الوسيط WTI (حوالي 63 دولاراً للبرميل في أغسطس 2025). أما النوع الآخر الشائع فهو نفط المملكة المتحدة، المعروف أيضاً باسم خام برنت Brent (خام بحر الشمال القياسي، حوالي 66 دولاراً للبرميل). يُعد فهم هذه التصنيفات أساسياً في أي تحليل النفط وتوقعات أسعار النفط الآن والمستقبلية.
كيفية التداول والاستثمار في النفط
خام غرب تكساس الوسيط (WTI)
يُستخدم النفط الخام الخفيف الحلو (WTI) على نطاق واسع في مصافي التكرير الأمريكية، ويعتبر معياراً مهماً في تحديد الأسعار العالمية. بلغ سعر تداوله مؤخراً حوالي 65 دولاراً للبرميل (أغسطس 2025). يُصنف خام غرب تكساس الوسيط على أنه نفط خفيف ذو كثافة عالية وفقاً لمعايير معهد البترول الأمريكي (API) ومحتوى منخفض من الكبريت، مما يجعله مرغوباً في التكرير.
تتم معظم عمليات تداول WTI من خلال العقود الآجلة عبر مجموعة CME (NYMEX)، ويُعد عقد النفط الخام الخفيف الحلو (CL) من أكثر العقود الآجلة تداولاً عالمياً، مع التسليم الفعلي في كوشينغ، أوكلاهوما. تقع هناك منشآت التخزين التجاري الكبرى، وتعمل كنقطة مركزية لتوزيع النفط إلى جميع أنحاء الولايات المتحدة، ما يجعل خام غرب تكساس الوسيط مادة خام مهمة لمصافي التكرير في الغرب الأوسط الأمريكي وعلى ساحل خليج المكسيك. هذه المعلومات مهمة للمتداولين الذين يتابعون توقعات سعر النفط الخام اليوم وغدا.
نفط برنت الخام
يُعد نفط برنت معياراً رئيسياً لأسعار النفط، خاصة في أوروبا وأفريقيا والشرق الأوسط. اشتق اسمه من حقل برنت النفطي في بحر الشمال، والذي كان أحد أكثر الحقول إنتاجية في بريطانيا قبل إغلاق معظم منصاته.
هناك ارتباط وثيق بين تطور أسعار خامي برنت وWTI، حيث يُلاحظ أن سعر خام برنت غالباً ما يكون أعلى من WTI خلال فترات ضغوط السوق. على سبيل المثال، في نهاية عام 2020، بلغ الفرق حوالي 3 دولارات، بينما تراوح في أغسطس 2025 بين 2 و5 دولارات مع اقتراب سعر خام برنت من 66 دولاراً للبرميل. تعود هذه الاختلافات إلى عوامل عدة، منها العرض والطلب، وتكاليف شحن النفط أو تخزينه. ويعد فهم هذه الفروقات أمراً جوهرياً لإعداد توقعات النفط وتوقعات أسعار النفط 2025 وكذلك دراسة مستقبل اسعار النفط بشكل أكثر دقة.
توقعات أسعار النفط لعام 2025, 2026, 20230: من وجهة نظر المحللين؟
تُظهر توقعات أسعار النفط الصادرة عن المؤسسات الكبرى مزيجاً من الضعف على المدى القريب وعدم اليقين على المدى الطويل. وبالنسبة للفترة 2025-2026، يتوقع المحللون عموماً أن يتذبذب سعر خام برنت بين منتصف الخمسينيات ومنتصف السبعينيات دولاراً للبرميل، متأثراً بزيادات إنتاج أوبك+ والتوترات الجيوسياسية. وتشير توقعات جولدمان ساكس وجيه بي مورغان إلى متوسطات تتراوح بين منتصف السبعينيات ومنتصف الستينيات دولاراً للبرميل لعام 2025، متوقعين أن أي ارتفاعات ناجمة عن مخاطر العرض ستكون قصيرة الأجل قبل أن تنخفض تدريجياً حتى عام 2026، بينما تتوقع إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن يقترب سعر خام برنت من 58 دولاراً في أواخر عام 2025 وحوالي 51 دولاراً في عام 2026.
بالنظر إلى عام 2030، تتباين التوقعات بشكل كبير. فبينما تتوقع كل من فيتش للتصنيف الائتماني وإدارة معلومات الطاقة الأمريكية استقرار الأسعار في نطاق 60-73 دولاراً بسبب فائض العرض وتباطؤ نمو الطلب، تشير نماذج أخرى إلى احتمال حدوث تقلبات حادة. تحذر شركات استشارات الطاقة من أن الأسعار قد تنهار نحو 40 دولاراً للبرميل مع تسريع تبني الطاقة المتجددة، أو قد تتجاوز 100 دولار في حال تعثر أهداف الانبعاثات، مع أن هذه النتائج تُصاغ كمخاطر محتملة وليست حالات محورية. تشمل المواضيع المشتركة في التوقعات التأثير المتزايد لسياسات التحول في مجال الطاقة، ونمو الإنتاج من خارج أوبك+ (خاصة في الولايات المتحدة والبرازيل)، وعدم اليقين بشأن الطلب نتيجة التطورات الاقتصادية والجيوسياسية.
فيما يلي أهم توقعات أسعار النفط التي أصدرتها أو حدّثتها بعض المؤسسات المالية الأكثر نفوذاً في العالم اليوم:
توقعات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA): نمو مطرد وزيادة المخزون
تتوقع وكالة إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن يبلغ سعر خام برنت حوالي 67 دولاراً في عام 2025 و51 دولاراً في عام 2026، مشيرةً إلى تراكمات كبيرة في المخزون مدفوعةً بنمو قوي في إمدادات أوبك+ وارتفاع الإنتاج الأمريكي ببطء. واعتباراً من أغسطس 2025، لم تُحدد إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أي سعر مستهدف لعام 2030، لكنها تشير إلى استقرار الأسعار قرب 73 دولاراً في السيناريو المتوقع. تُعد هذه التوقعات جزءاً من تحليل النفط لمساعدة المستثمرين على فهم توقعات سعر النفط الخام اليوم وغدا.
توقعات جولدمان ساكس: تقلبات في ظل المخاطر الجيوسياسية
تتوقع جولدمان ساكس أن يبلغ سعر خام برنت حوالي 59 دولاراً للبرميل في الربع الرابع من عام 2025، مع كبح ارتفاع الأسعار بفعل المخزونات المتزايدة وإمدادات أوبك+. ويُتوقع أن يتراجع السعر إلى حوالي 56 دولاراً بحلول أواخر 2026. وفي ظل السيناريوهات الجيوسياسية المتطرفة، مثل الاضطرابات في الشرق الأوسط، تُشير جولدمان ساكس إلى احتمال حدوث ارتفاعات مؤقتة، رغم أن أحدث توقعاتها لا تتضمن بلوغ السعر 100 دولار للبرميل في 2025.
توقعات آي إن جي للنفط: تخفيضات أوبك+ للإمدادات وتعديلات السوق
تشير توقعات آي إن جي إلى أن سعر خام برنت قد يتراوح بين 74 و76 دولاراً للبرميل في عام 2025، بانخفاض عن توقعات سابقة عند 80 دولاراً. ويُتوقع أن تستعيد أوبك+ إنتاجها تدريجياً حتى أواخر 2025، مما يخلق فائضاً يضغط على الأسعار حتى عام 2026. كما يؤكد بنك ING على ضعف نمو الطلب وارتفاع إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك+ كعوامل رئيسية وراء هذا الاتجاه.
توقعات فيتش المتحفظة: فائض العرض وانخفاض الأسعار
تتوقع فيتش للتصنيفات الائتمانية أن يبلغ متوسط سعر خام برنت حوالي 70 دولاراً في عام 2025، ثم ينخفض إلى 65 دولاراً في عام 2026 و60 دولاراً بحلول عام 2030. وتعكس هذه التوقعات المتحفظة توقعات فائض العرض من دول أوبك+ وتباطؤ الاستهلاك العالمي، وهو اتجاه استمر في 2025 مع زيادة العرض من الدول غير الأعضاء في أوبك+. كما تحذر فيتش من مخاطر هبوطية محتملة، مثل سياسات التعريفات الجمركية الصارمة أو التحول السريع إلى الطاقة المتجددة.
تباين التوقعات طويلة الأجل: عدم اليقين بشأن أسعار النفط المستقبلية
تتباين التوقعات طويلة الأجل بشكل كبير. تشير أحدث الدراسات المرجعية لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية إلى أن سعر خام برنت قد يصل إلى حوالي 95 دولاراً بحلول عام 2050، مع نطاق محتمل بين 48 و173 دولاراً. بينما حذرت شركة وود ماكنزي للاستشارات من أن إزالة الكربون المكثفة قد تدفع الأسعار إلى أقل من 40 دولاراً بحلول عام 2030. كما تشير نماذج مثل Trading Economics وWallet Investor إلى إمكانية تجاوز الأسعار 100 دولار للبرميل بحلول 2030، رغم أن هذه التوقعات تبقى تقديرية ولا تدعمها التوقعات الأساسية الحالية الصادرة عن الوكالات الرئيسية.
توقعات أسعار النفط المستندة إلى الخوارزميات (AI)
من المتوقع أن يُتداول النفط الخام حالياً عند حوالي 67.22 دولاراً للبرميل في عام 2025، وفقاً لأحدث نماذج إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA STEO) وتحليلات مخزونات السوق. وتشير توقعات أسعار النفط الحالية إلى أن سعر خام برنت قد انخفض من حوالي 71 دولاراً للبرميل في يوليو 2025 إلى 58 دولاراً للبرميل بحلول الربع الرابع من عام 2025، ثم إلى حوالي 50 دولاراً للبرميل في أوائل عام 2026 مع تجاوز الإنتاج العالمي للطلب، وهو ما يعكس ديناميكيات العرض والطلب في سوق النفط العالمي.
تشير توقعات Long Forecast إلى أن سعر خام غرب تكساس الوسيط سيتذبذب بين 54.80 و64.00 دولاراً للبرميل تقريباً حتى أواخر عام 2025، مع انخفاض تدريجي حتى عام 2026، مدفوعاً بتعديلات إمدادات أوبك+، وبلوغ إنتاج النفط الصخري الأمريكي ذروته عند حوالي 13.6 مليون برميل يومياً بحلول ديسمبر 2025 قبل أن يتراجع. ومن المتوقع الآن أن يتراوح متوسط سعر خام غرب تكساس الوسيط بين أعلى 50 دولاراً وأدنى 60 دولاراً هذا العام، محافظاً على خصم يتراوح بين 4 و6 دولارات عن سعر خام برنت، ما يعكس توقعات أسعار النفط الآن والاتجاهات قصيرة الأجل في السوق.
عدّل نموذج التوازن لعام 2040 لشركة ماكينزي أسعار النفط على المدى الطويل إلى نطاق 50-60 دولاراً للبرميل (قبل جائحة كوفيد: 65-75 دولاراً)، مشيراً إلى استقرار منحنيات تكاليف الإنتاج وضغوط التحول في قطاع الطاقة. في المقابل، تُبدي أوبك توقعات متفائلة للطلب تبلغ 120 مليون برميل يومياً بحلول عام 2050 (بزيادة قدرها 18 مليون برميل يومياً تقريباً عن عام 2023)، مدفوعة بنمو الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ظهرت تحولات هيكلية في محركات الأسعار:
- لم تعد العقوبات الأمريكية على الصادرات الروسية مسؤولة عن مخاطر العرض البالغة 1.2 مليون برميل يومياً.
- قد تُحدد ضغوط التحول في قطاع الطاقة الأسعار عند 75-85 دولاراً أمريكياً حتى عام 2030.
- سرّعت أوبك+ من وتيرة إنهاء تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يومياً، مع الاتفاق على استعادة الإنتاج بالكامل في سبتمبر 2025، ومن المتوقع الآن أن ينخفض سعر النفط إلى ما دون 60 دولاراً أمريكياً في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026 وسط تراكم المخزونات، مع توقعات واسعة النطاق بأن يصل سعر خام برنت إلى ما بين 50 دولاراً أمريكياً وأواخر عام 2025، بما يتماشى مع تحليل النفط وتوقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
يُسلط نموذج ماكينزي للتحول المسرّع الضوء على احتياجات الاستبدال الكبيرة لما بعد عام 2030 على الرغم من تقلبات الطلب، إلا أن التوقعات الأخيرة تُشير إلى تباطؤ نمو العرض من خارج أوبك+ بعد عام 2026 وعدم وجود توازن ثابت بين 60 و70 دولاراً أمريكياً للبرميل حتى عام 2040، ما يجعل توقعات اسعار البترول طويلة الأجل مرهونة بتحولات العرض والطلب العالمية.
عند البحث عن توقعات أسعار النفط، من المهم تذكر أن توقعات المحللين قد تكون خاطئة، إذ تستند إلى دراسة أساسية وفنية لتحركات أسعار خام غرب تكساس الوسيط وبرنت التاريخية. إلا أن الأداء والتوقعات السابقة لا تُعدّ مؤشرات موثوقة للنتائج المستقبلية، وبالتالي يجب التعامل مع توقعات النفط بحذر.
يتم توليد توقعات أسعار النفط المُقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي عبر نماذج خوارزمية، تعتمد على البيانات والافتراضات التاريخية، والتي قد لا تعكس بدقة ظروف السوق المستقبلية، وقد تختلف النتائج بشكل كبير عن التوقعات الحالية.
من الضروري إجراء بحثك الخاص، وتذكر دائماً أن قرارك بالتداول يعتمد على موقفك من المخاطرة، وخبرتك في السوق، ونطاق محفظة استثمارك، ومدى شعورك بالراحة تجاه خسارة الأموال. يجب ألا تستثمر أبداً أموالاً لا تستطيع تحمل خسارتها، مع الأخذ في الاعتبار توقعات أسعار النفط 2025 ومستقبل اسعار النفط طويل الأجل.
كيف تغير سعر النفط الخام بمرور الوقت؟
فيما يلي رسم بياني لأسعار خام برنت، حيث يمكنك أن ترى بوضوح خط الاتجاه التنازلي وحاجز السعر المحترم البالغ 70 دولار والذي تم كسره مؤخراً.

لأغراض التوضيح فقط. الأداء السابق لا يُشير إلى النتائج المستقبلية
☑️ أسعار النفط مؤخراً
في نهاية أبريل 2020، نتيجة الصراع السعودي-الروسي، انهار سعر النفط بشكل مفاجئ، وانخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط لشهر مايو إلى مستويات دون الصفر. تعافت أسواق الأسهم تدريجياً خلال الصيف، وعاد سعر النفط للارتفاع، ففي أغسطس تجاوز سعر النفط 40 دولاراً للبرميل. ومع هذا السعر، استفادت كبرى شركات النفط من بعض الانتعاش، لكن هذا لم يكن كافياً لتحقيق أرباح ملموسة لمعظمها، وهو ما يعكس ديناميكيات السوق المتقلبة في تلك الفترة.
في بداية أغسطس 2025، شهد سعر النفط انخفاضاً حاداً ومفاجئاً، بالتزامن مع تجدد العزوف عن المخاطرة في أسواق الأسهم الأمريكية. انخفضت قيمة برميل النفط الخام بنسبة تقارب 10-15% من مستويات أوائل الصيف، لتصل إلى ما بين أدنى ومنتصف الستينيات دولاراً للبرميل، حيث بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط حوالي 63 دولاراً للبرميل، بينما اقترب سعر خام برنت من 66 دولاراً للبرميل. وعزى المحللون هذا الانخفاض جزئياً إلى تسريع أوبك OPEC لفكّ قيود الإنتاج السابقة، وارتفاع العرض العالمي بوتيرة أسرع من الطلب، بالإضافة إلى المخاوف بشأن تراكم المخزونات الكبيرة في الأشهر المقبلة، بما يتوافق مع توقعات أسعار النفط الآن وتحليل النفط الحالي.
قد يُعيق الاختلال الحالي بين ارتفاع العرض وتباطؤ نمو الطلب استعادة توازن السوق بسلاسة، ويقلّل هوامش أرباح التكرير. مع إعادة العديد من المصافي تخفيض إنتاجها، يبدو أنها تحاول منع المخزونات من الوصول إلى مستويات قياسية، إلا أن المخزونات لا تزال تتراكم. وقد تمكن سعر النفط من التعافي بقوة في السنوات الأخيرة بفضل اتفاقيات أوبك+ بشأن خفض الإنتاج، لكن هذه القيود تُلغى الآن بوتيرة أسرع مما كان مخططاً له. ومع ضغوط الميزانيات، تبحث العديد من الدول عن مصادر دخل إضافية، لذلك لا تلتزم بعض الدول تماماً بالاتفاقيات، كما أن إنتاج الخام الأمريكي يُقارب مستويات قياسية، مما يزيد من تدفق النفط إلى السوق ويؤثر سلباً على أسعار النفط، بما يتماشى مع توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً.
☑️ 9 مارس 2020: انهيار أسعار النفط بنسبة 30٪
سُجل يوم الاثنين، 9 مارس، ما يُعرف بـ "الاثنين الأسود" لأسعار النفط، حيث انخفض خام برنت بنحو 30%، مسجلاً أكبر انخفاض يومي منذ حرب الخليج. ولم تُسفر المفاوضات بين السعودية وروسيا عن أي نتائج، مما أشعل فتيل حرب الأسعار، بالتزامن مع صدمة كوفيد-19 المتصاعدة، وهو ما ظهر بوضوح في تحليل النفط وتوقعات أسعار النفط في ذلك الوقت.
كان سعر النفط قد تعرض لضغوط بالفعل في الأشهر السابقة بسبب انتشار فيروس كورونا، مع ركود الاقتصاد العالمي وانخفاض كبير في الطلب على النفط. ومن خلال الحد من إنتاج النفط، حاولت الدول الأعضاء في أوبك استقرار الأسعار أو زيادتها، وكانت المملكة العربية السعودية داعمة بقوة لتخفيض الإنتاج ضمن أوبك+.
ثم حاولت السعودية إجبار روسيا على الانضمام إلى خطة أوبك عبر تخفيضات كبيرة في الأسعار وزيادة الإنتاج من حوالي 9.7 مليون برميل يومياً إلى 12.3 مليون برميل، ما أدى إلى إغراق السوق بالنفط. نتيجة لذلك، افتتح خام برنت تعاملات 9 مارس على انخفاض بأكثر من 30%، وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 20%، ليصل إلى أدنى مستوياته منذ عام 2016، مسبّباً اضطرابات كبيرة في السوق العالمية.
تضرر منتجو النفط الصخري في أمريكا بشدة في عام 2020، حيث أظهرت ثورة النفط الصخري هشاشتها، مع ارتفاع التكاليف ومنحنيات انخفاض حادة في العديد من الآبار الجديدة. حتى مع سعر نفط يقارب 60 دولاراً للبرميل، كان العديد من المنتجين يعانون بالفعل، ومع تفشي فيروس كورونا أصبح جمع رأس المال الخارجي صعباً، تلاه موجة من الإفلاسات وعمليات الدمج. دفع انخفاض أسعار النفط الذي فرضته السعودية السوق إلى وضع غير مستدام، بينما تمكن الناجون من التكيف لاحقاً من خلال تحسين الكفاءة والتحوط، ما ساهم في استقرار القطاع تدريجياً مع إدارة أوبك+ للإمدادات عبر تعديلات متقطعة. وبحلول أبريل 2020، عادت روسيا إلى الطاولة، ووافقت أوبك+ على تخفيضات إنتاج تاريخية، وتعافى السوق تدريجياً رغم استمرار التقلبات حتى منتصف عشرينيات القرن الحادي والعشرين، وفقاً لتوقعات النفط طويلة الأجل ومستقبل اسعار النفط.
☑️ 21 أبريل 2020: خام غرب تكساس الوسيط WTI يهبط إلى ما دون الصفر
في أبريل 2020، شهدت أسواق النفط حالة غير مسبوقة. فقد انخفض سعر العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط (WTI) لشهر مايو بأكثر من 100%. وفي 20 أبريل، انخفض السعر خلال اليوم، ثم هبط بشكل غير مسبوق لاحقاً ليصل إلى 37.63 دولاراً للبرميل، مما يعني أن البائعين كانوا يدفعون للمشترين مقابل استلام النفط.
ويعود ذلك أساساً إلى أن سعة التخزين في كوشينغ، أوكلاهوما، كانت على وشك الامتلاء، حيث يُسلّم هذا النفط تحديداً. واضطر المتداولون والشركات الكبرى، التي كانت لديها مراكز شراء في ذلك الوقت لكنها نفدت منها سعة التخزين أو السيولة، إلى إغلاق العقود الآجلة قبل انتهاء صلاحيتها. ومنذ ذلك الحين، لم تتكرر الأسعار السلبية، بعد أن شددت البورصات والهيئات التنظيمية ضوابط المخاطر والهوامش وبروتوكولات التسليم عند انتهاء الصلاحية.
☑️ تأثير النفط الصخري
ازداد إنتاج النفط بسرعة، وهو ما لم ترضَ عنه أوبك، التي اعتبرت زيادة المعروض الأمريكي من النفط الصخري منافسة مباشرة. لذلك، طرحت أوبك فكرة فتح صنابير النفط بالكامل برفضها خفض الإنتاج أواخر عام 2014. كانت تكاليف إنتاج النفط الصخري في ذلك الوقت أعلى بكثير، وكانت النتيجة انخفاض أسعار النفط من حوالي 110 دولارات للبرميل إلى أقل من 30 دولاراً في بداية عام 2016. أملت أوبك في القضاء على منتجي النفط الصخري بهذه الطريقة.
فشلت هذه الاستراتيجية، وعانت دول أوبك نفسها في النهاية من آثارها السلبية. لسنوات، شهدت دخلها ينخفض أكثر من النصف، ولجأت لاحقاً إلى تخفيضات إنتاج أوبك+ التي تم فكها على مراحل بدءاً من عام 2025. في غضون ذلك، تعلم منتجو النفط الصخري العمل بتكلفة أقل وبكفاءة أعلى، وهم بالفعل يحققون أرباحاً حتى عند انخفاض سعر النفط. ما يميز هذا النوع من استخراج النفط هو إمكانية زيادة الإنتاج بسرعة، على الرغم من أن عصر النمو الهائل قد انقضى بحلول عام 2025، وأن إنتاج النفط الصخري الأمريكي مستقر تقريباً أو منخفض قليلاً، بينما ترفع أوبك+ العرض إلى سوق يتراوح سعره بين 75 و85 دولاراً للبرميل.
☑️ تأثير أوبك
ظل الطلب على النفط مستقراً بشكل عام في السنوات الأخيرة، لكن من الواضح أن هناك وفرة كبيرة في العرض في السوق الآن بعد أن وصل إنتاج النفط الأمريكي إلى مستويات مرتفعة تاريخياً، حتى مع تباطؤ وتيرة النمو. يُستخرج النفط الصخري، على وجه الخصوص، من الأرض هنا. انطلقت ثورة النفط الصخري في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتسارعت بسبب الارتفاع الحاد في أسعار النفط في أوائل العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين. لذلك، كان هذا النوع من استخراج النفط مربحاً، على الرغم من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وقد أدت مكاسب الكفاءة منذ ذلك الحين إلى خفض مستويات التعادل. بفضل جاذبية السوق، نمت شركات النفط بسرعة هائلة، على الرغم من أن الاستثمار أصبح أكثر انضباطاً منذ عام 2020.
تحاول أوبك إدارة الإنتاج للحفاظ على سعر النفط عند مستوى معقول. تستفيد معظم الدول من سعر نفط أعلى نسبياً، ولكنه مستقر في جميع الأحوال. وفقاً لأوبك، يجب على قطاع النفط استثمار أكثر من 11,000 مليار دولار أمريكي على مدى العشرين عاماً القادمة، وإذا لم يفعل المنتجون ذلك، فسيكون هناك نقص محتمل. من حيث المبدأ، يمكن لمزارعي النفط الصخري الاستجابة بسرعة لمؤشرات الأسعار، لكنهم لم يستثمروا ما يكفي في السنوات الأخيرة لاستيعاب جزء كبير من هذا النقص المحتمل بمفردهم.
علاوة على ذلك، تشير أوبك إلى أن الطلب مستمر في الارتفاع على الرغم من ظهور السيارات الكهربائية وما شابهها. وتوضح أن التوسع الهائل في السفر الجوي والبتروكيماويات يخلق طلباً أكبر على النفط مما يمكن أن يقلله ظهور مصادر الطاقة البديلة، على الرغم من تباطؤ معدل النمو.
منذ انخفاض سعر النفط في عام 2016، تسعى أوبك جاهدة لدعم سعر النفط. يتم ذلك بالاتفاق على تعديلات الإنتاج مع جميع الدول الأعضاء في أوبك وشركائها في أوبك+، مع تخفيضات في السنوات السابقة، ثم زيادات في الإنتاج في منتصف عام 2025 مع انخفاض المخزونات واستقرار الطلب. لا تسير الاتفاقات دائماً بسلاسة، إذ لا تلتزم إيران والعراق بها في بعض الأحيان. من ناحية أخرى، تواصل الولايات المتحدة ودول أخرى إنتاج كميات كبيرة من النفط، مما يُبقي الأسعار تحت الضغط أحياناً، في حين أن تحولات السياسات والتوترات الجيوسياسية قد جعلت الأسعار أكثر تقلباً لفترة طويلة.
العوامل التي قد تؤثر على سعر النفط الخام
نعلم أن النفط مادة خام لا غنى عنها في العالم، ويُستخدم كمادة أولية ووقود في صناعة البلاستيك والأدوية والعديد من المنتجات الأخرى. لذلك، يبقى الطلب على النفط قوياً، وتنمو هذه الصناعات بينما يركد الإنتاج، مما يؤدي إلى ارتفاع أسعار هذه السلعة. وبالطبع، والعكس صحيح، إذا كانت هذه الصناعات في حالة ركود، سينخفض الطلب على النفط، وبالتالي سينخفض سعره. إذا ظل الإنتاج مستقراً أو زاد في هذه الحالة، فسيؤدي ذلك منطقياً إلى انخفاض سعر برميل النفط الخام. هذا تحديداً ما ميّز معظم عام 2025 حتى الآن: فقد تجاوز نمو العرض العالمي نمو الطلب، وتزايدت المخزونات التجارية، وتداولت أسعار النفط القياسية، مثل خام برنت، بشكل عام دون 70 دولاراً للبرميل، مع توقعات عديدة لعام 2026 بأن تكون قريبة من مستوى 50 دولاراً إذا استمرت المخزونات في الارتفاع.
كما فهمتم، فإن تحليل الفرق بين العرض والطلب هو أساس توقعات أسعار النفط وتحليل النفط لتحديد كيفية تطور سعر النفط الخام.
تجدر الإشارة أيضاً إلى أن هذا التحليل أصبح اليوم أكثر تعقيداً بقليل مما كان عليه سابقاً. فحتى بضع سنوات مضت، كان من السهل جداً فهم كيفية تأثر هذه الأسعار. في ذلك الوقت، كانت الولايات المتحدة أكبر مستهلك للنفط الخام، بينما كانت أوبك المورد الرئيسي للسوق من حيث الإنتاج. لكن مع مرور الوقت، أصبح هذا الوضع أكثر تعقيداً وإرباكاً. فالولايات المتحدة ليست مستهلكاً رئيسياً فحسب، بل هي أيضاً أكبر منتج في العالم اعتباراً من عام 2025، بينما يُمارس نفوذ أوبك الآن من خلال قرارات سياسات أوبك+، إلى جانب تزايد العرض من المنتجين من خارج أوبك. هذا التطور أصبح جزءاً أساسياً في توقعات النفط ومستقبل اسعار النفط.
أحد تفسيرات هذه الظاهرة هو أن تقنيات حفر النفط تحسنت بشكل كبير، مما أدى إلى تحسين العرض، لا سيما من خلال تطوير الصخر الزيتي في الولايات المتحدة ومشاريع المياه العميقة، مع إضافة قدرات إنتاجية جديدة في العديد من البلدان. علاوة على ذلك، شهدنا ظهور حلول بديلة في جانب الطلب من خلال الكهربة والطاقة المتجددة، والتي بدأت تُخفف من نمو الطلب على النفط على المدى الطويل، على الرغم من أن النفط لا يزال مهيمناً على المدى القريب. وأخيراً، انضمت أيضاً جهات فاعلة جديدة، بما في ذلك الصين، التي لا تزال مستهلكاً رئيسياً للنفط في العالم، والهند، التي أصبح استهلاكها المتزايد مهماً بشكل متزايد لاتجاهات الطلب العالمي.
أدرجنا أدناه العوامل التي تغير العرض أو الطلب على النفط وبالتالي تساهم في تطور سعر النفط الخام.
1. بيانات الإنتاج بالبراميل يومياً من دول أوبك.
يؤدي الإفراط في الإنتاج بشكل عام إلى انخفاض أسعار النفط للبرميل والعكس صحيح. يتم نشر بيانات مخزون النفط الخام الأمريكي أسبوعياً، مما يؤثر أيضاً على سعر خام غرب تكساس الوسيط.
2. العرض الذي يتم نشره أسبوعياً في التقويم الاقتصادي.
يساهم العرض الكبير أيضاً في انخفاض الأسعار، بينما يؤدي قلة العرض إلى ارتفاع الأسعار.
3. الوضع الجيوسياسي الدولي.
غالباً ما تؤثر النزاعات التي تؤثر على البلدان المنتجة والمصدرة للنفط على تطور سعر البرميل.
4. قيمة الدولار الأمريكي في سوق العملات.
نظراً لأن برميل النفط مقوم بالدولار، مع هبوط هذه العملة سيتم تحفيز المزيد من مشتريات النفط من قبل حاملي العملات الأخرى.
ابدأ الاستثمار والتداول على النفط عبر حساب تداول تجريبي خالٍ من المخاطر
الكلمات الأخيرة
تأكد من إنشاء حساب تجريبي مجاني على منصة NAGA.com، التي تُعدّ منصةً فعّالة متعددة الأصول للمتداولين المبتدئين والخبراء على حدٍ سواء. ستكون على اطلاع دائم بالبيانات وتحليلات النفط ورؤى السوق، وستكون واجهتها سهلة الاستخدام، مع تكاملها مع TradingView، مفيدة للغاية إذا قررت تداول النفط الخام أو أي سلعة أخرى.
إذا راقبت تغيرات أسعار النفط لفترة، فقد تلاحظ أنماطاً معينة، لكنها غالباً ما تكون مدفوعة بقوى غير متوقعة مثل الأوضاع الجيوسياسية، وتحركات أوبك، والدورات الاقتصادية. لذا، كمستثمر، يجب توخي الحذر والانتباه إلى هذه العوامل عند متابعة توقعات النفط وتوقعات أسعار النفط الآن.
إذا كنت ترغب في الاستثمار في النفط، فقد يبدو من الحكمة الدخول عند وصول السعر إلى أدنى مستوياته، لكن هذا النهج في تحديد التوقيت ينطوي على مضاربة ومخاطرة. لا يوجد ضمان بأن توقعات سعر النفط الخام اليوم وغداً ستصل إلى مستوياتها القياسية السابقة، ولا يزال التحول في قطاع الطاقة والتحولات السياسية يؤثران على الطلب على المدى الطويل. النفط محدود ومهم، ولكنه ليس "الأكثر قيمة" على نحوٍ فريد، ودوره يتغير مع توسع مصادر الطاقة المتجددة والمركبات الكهربائية. إن الاستثمار في السلع الأساسية يمكن أن يساعد في تنويع محفظتك الاستثمارية الإجمالية، على الرغم من تقلبات الأسعار، والتنويع لا يضمن الأرباح أو يحمي من الخسائر.
✍ أدوات وموارد تداول مجانية
قبل أن تبدأ في تحليل أسعار النفط، يجب أن تفكر في استخدام الموارد التعليمية التي نقدمها مثل حساب التداول التجريبي والتعرف على أكاديمية التداول NAGA. لدى أكاديمية NAGA الكثير من دورات التحليل الفني والأساسي المجانية لتختار من بينها، وكلها تتناول مفهوماً أو عملية مالية مختلفة - مثل أساسيات التحليلات - لمساعدتك على أن تصبح متداولاً أفضل أو تتخذ قرارات استثمارية أكثر استنارة.
يعد حسابنا التجريبي مكاناً رائعاً لتتعلم المزيد عن التداول باستخدام الرافعة المالية، وستكون قادراً على الحصول على فهم عميق لكيفية عمل أساسيات التحليل الفني والأساسي للسلع العالمية - بالإضافة إلى ما يشبه التداول بالرافعة المالية - قبل المخاطرة برأس المال الحقيقي. لهذا السبب، يعد حساب التداول التجريبي معنا أداة رائعة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى الانتقال إلى التداول بالرافعة المالية.
المصادر:
- https://www.opec.org/opec_web/en/publications/338.htm
- https://www.iea.org/reports/oil-market-report-july-2024
- https://www.eia.gov/outlooks/steo/pdf/steo_full.pdf
- https://www.fitchratings.com/research/corporate-finance/fitch-ratings-updates-oil-gas-price-assumptions-17-06-2024
اقرأ أيضاً أحدث التحليلات وتوقعات الأسعار لعام 2025:
- تحليل اليورو دولار & توقعات اليورو مقابل الدولار لعام 2025
- تحليل الليرة التركية & توقعات الليرة التركية مقابل الدولار لعام 2025
- تحليل الباوند دولار & توقعات الجنيه الاسترليني لعام 2025
- تحليل الفضة & توقعات أسعار الفضة لعام 2025
- تحليل الغاز الطبيعي & توقعات أسعار الغاز الطبيعي لعام 2025
- تحليل الذهب & توقعات أسعار الذهب لعام 2025
- تحليل مؤشر ناسداك اليوم وتوقعات الناسداك لعام 2025
- توقعات الريال السعودي مقابل الروبية الهندية لعام 2025
- توقعات الدرهم الإماراتي مقابل الروبية الهندية لعام 2025
- توقعات الدولار الأمريكي مقابل الروبية الهندية لعام 2025
- تحليل الداو جونز & توقعات الداو جونز لعام 2025